Google


محمد عقيل يرحب بكم - عقوق الوالدين <

 

( الانهيار الأُسري (2)  
عناصر الموضوع :
1.   أهمية معرفة أحوال الأسرة وأسباب انهيارها
2.   أسباب التمزق الأسري
3.   السائقون والخادمات سبب رئيس في الانهيار الأسري
4.   تحذير من عاقبة الانهيار الأسري
 
الانهيار الأُسري (2):
لقد ذكر الشيخ حفظه الله في هذا الدرس عدداً من عوامل التمزق الأسري، ثم ذكر المفاسد المترتبة على استخدام الخدم والسائقين في المنازل، وأرجع أصل هذه المفاسد إلى عدم التمسك بالكتاب والسنة، والسير على منهج الله عز وجل.
 
أهمية معرفة أحوال الأسرة وأسباب انهيارها:
 إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد : إخواني: لقد سبق أن تكلمنا في موضوع التمزق الأسري، وفتح ملف خراب البيوت وأسبابه وما ينتج عنه، وهذا الموضوع في غاية الأهمية، لأنه موضوعٌ يتعلق بمجتمعنا الذي نعيش فيه، فهو موضوعٌ واقعي حياتي يومي، إذا لم يكتوِ الإنسانُ بناره ويكون طرفاً من أطرافه، فإنه ربما سيسمع عنه من جيرانه، أو أقربائه أو أصدقائه، ولذلك فإن التصدي لهذا الموضوع من الأمور المهمة. إن معرفة أحوال الأسر وانهيارها والتمزق الأسري وصوره موضوعٌ مهمٌ للدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، لأنهم إذا عرفوا حجم المشكلة، وجهوا إليها الجهود وصرفوا إليها أنواعاً من الأعمال والأوقات لاستدراك ما فات، وإصلاح ما هو موجود، وإلا فإن نهاية المجتمع ستكون أليمة، ولا نريد أن نخطو خطى الكفار فيما وصلوا إليه في مجتمعاتهم المنحلَّة. وهو مهمٌ أيضاً لمن كان ضالعاً في سببٍ من أسباب التفكك الأسري، حتى يكف عن ظلمه، ويعود إلى الله، ويصلح من أسرته ما أفسد. وهو مهمٌ لكل ناصحٍ وقريبٍ وذي رحمٍ يريد أن يمد يد العون والمساعدة إلى أقربائه أو جيرانه أو أصحابه الذين تهدمت بيوتهم، وتشتت أسرهم، إنه مهمٌ لكل مصلح وإلا فإن إغماض العينين عن الحقائق الواقعة لا يزيدها إلا انتشاراً
 
أسباب التمزق الأسري:
 تضييع الأولاد بعدم النفقة عليهم:
أيها المسلمون: إن من أسباب التمزق: تضييع الأهل والأولاد، وعدم الإنفاق عليهم مما يضطرهم للخروج خارج البيت، وخروج النسوة بالذات خارج البيت يفضي إلى أنواعٍ من المفاسد لا يعلمها إلا الله، وبعض هذا يكون بسبب بخل القائم على أمر البيت، وكم حدثتنا القصص الواقعية عن فتياتٍ ارتكبن الفواحش لتحصيل الأموال، وربما لا يكون الغرض هو الوقوع في الفاحشة، لكنها تريد مالاً، وقل مثل ذلك في أنواع الخيانات الأخرى. عن عائشة رضي الله عنها: (أن هند بنت عتبة قالت يا رسول الله: إن أبا سفيان رجلٌ شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذتُ منه وهو لا يعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). إن الشارع حكيم، يعلمُ إذا ما قطعت النفقة عن الأسرة ماذا يمكن أن يحدث، ولذلك شرع للمرأة أن تأخذ سراً بغير إذن زوجها من ماله إذا كان بخيلاً لا يعطيها ما يكفيها وأولادها، لكن الشارع لا يظلم الزوج، ولذلك شرط أن يكون الأخذ بالمعروف، وألا تأخذ على هواها وكما تشاء.
 
نشر الأسرار الزوجية:
ومن الأسباب أيضاً في تفكك عرى الأسرة: نشر الأسرار الزوجية، وهتك أسرار البيوت، ولذلك فإن كثيراً من الذين لا يخافون الله يحدثون بما في داخل بيوتهم من أنواع الأسرار التي لا يجوز أن تخرج، ولا أن تفشى؛ من قلة الحياء وانعدام الغيرة، وغير ذلك من التساهل، قال عليه الصلاة والسلام: (هل منكم رجلٌ إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه، وألقى عليه ستره، واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك، فيقول: فعلتُ كذا، فعلتُ كذا؟ فسكتوا، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أقبل على النساء، فقال: منكن من تحدث؟ فسكتن، فجثت فتاةٌ كعابٌ على إحدى ركبتيها، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها، فقالت يا رسول الله: إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن، فقال صلى الله عليه وسلم : أولا تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطان لقيت شيطانةٍ في السكة، فقضى حاجته والناس ينظرون إليه).
 
عقوق الوالدين:
ومن أسباب انهيار الأسرة عقوق الوالدين: فإن عقوق الوالدين، يسببُ إما طرد الولد من البيت، وفيه فصمٌ لعرى الأسرة، أو أن يتعدى الولد على أبيه، فيعيش الوالد أو الوالدة مقهورين في البيت ذليلين لا يستطيعان مواجهة الناس، ولا ممارسة الحياة بشكلٍ صحيحٍ من الظلم الذي يقع عليهما من الولد، وهذا كثير. شقاء في الأسر، ونكد وتعاسة بسبب عقوق الوالدين، الذي يؤدي إما إلى طرد الولد وأحياناً يؤدي إلى طرد الوالدين. هذه قصةٌ واقعية عن ولدٍ طرد أمهُ وأباه من البيت الذي يملكانه، ولكن الله يمهل ولا يهمل، فأرسل إليه بناتٍ على كبره وابتلاه بشرب الخمر فصرن يضربنه وهو مخذولٌ مما يريد التعرض به لهنّ. وهذه بنتُ تمردت على أمها وتقذرت من خدمتها وتكبرت بشبابها وجمالها، رغم أن جلد الأم قد تجعد من القيام على البنت، وأفنت شبابها فيها، فابتلى الله هذه البنت بولدٍ في المستقبل فعل بها -بأمه العاقة- أكثر مما فعلت هي بأمها، وزاد عليها أن ضربها. هذا قصاصٌ طبيعيٌ يحدث في المجتمع مما يكون من آثار العقوق!
 
سوء الخلق:
ومن أسباب انهيار الأسر: سوء الخلق: سوء الخلق الذي يولد الفحش والبذاءة، والاعتداء والضرب والتوحش. فهذا رجلٌ يضرب زوجته وأمه، ويدعو على ابنته بالسرطان والشلل، ولا يصلي ولا يصوم، يدخل البيت في سباب وشتائم، ويخرج من البيت في سباب وشتائم، ويقول لزوجته التي أنجبت بنتاً: ليس لك قيمةٌ في المجتمع، لأنك أنجبت بنتاً وهكذا. والتوحش المتولد من سوء الخلق يؤدي إلى أمورٍ عجيبة في العمر؛ حتى ربما كان هذا الفاجر يعري سلك الكهرباء ويضرب به ابنته وهو مشبوكٌ طرفه بالتيار الكهربائي. هذه قصصٌ واقعية، لم نختلقها ولم نكذب فيها، وإنما هي مما أفرزه المجتمع عند ابتعاده عن شريعة الله، وآثار الضرب لا زالت في ظهر البنت ما بعد الزواج، والبنت الأخرى قد أصيبت بنوبة صرعٍ مع آثار ٍواضحة في الرأس من أثر الضرب، وتلك أخذ مهرها، ولا ينفق على بناته، وهذه نتيجةٌ طبيعية للابتعاد عن شرع الله، والتجاوز لحدود الله، وعدم التخلق بأخلاق الإسلام، إن النفس إذا نزع منها الدين، تحولت إلى وحشٍ كاسر، لأن الدين يهذب النفوس، ويخلِّقها بالأخلاق الحسنة.
 
المعاصي بأنواعها:
ومن أسباب انهيار الأسر وتمزقها: ارتكاب المعاصي والفسوق بأنواعها، والجرائم التي حرمتها الشريعة؛ فهذا إنسانٌ يلعب القمار، ويسافر ليلعب القمار، وإذا أخذ راتبه في آخر الشهر، فلا يمضي عليه عشرة أيام إلا وينتهي الراتب بسبب اللعب بالقمار، وزوجته وأولاده ليس عندهم ما يحتاجون إليه. ثم إن هذه المعاصي تفشت، ومنها السكر والمخدرات، وقد بينا طرفاً من ذلك، لكن بتتبع كثيرٍ من المشكلات البيتية، وجد أن سببها الخمر والمخدرات، والعربدة، والإدمان والمخدرات من الأشياء التي أطاشت العقول، وخربت البيوت. هذا ولدٌ عاطلٌ عن العمل: يتعاطى المخدرات، كل يوم في سجن، أو مستشفى، أو عيادةٌ نفسية، وكذلك الفسق والدياثة الذي يتضمن أموراً كثيرةً من إقرار الخبث والسوء في الزوجة والأولاد، وهذه صورة بسيطة جداً لما يمكن أن يقع من ذلك. هذا رجلٌ زار صاحباً له، رب أسرة، فأراد صاحب البيت أن يكرمه ويقدم له هدية، فماذا قدم له، صورته مع زوجته، صورة الزوج مع زوجته قدمها هدية لهذا الرجل الذي جاء إلى بيته زائراً، لتكون هدية تذكارية لا يغار عليها أن يراها الأجنبي، وهكذا من أنواع فقدان الغيرة الموجودة عند بعض الناس. ثم إننا نتعرض لهزاتٍ قوية في الأسر بسبب الاختلاف على القضايا المادية، واللهث وراء المادة والتعلق بالفلوس؛ ذلك التعلق المشين الذي يفضي إلى الطمع وحرمان الآخرين، والأنانية ولا ندري هل سيأتي علينا يومٌ يكون الطمع فيه بالمال مؤدياً لنا بما أدى إليه أحوال الكفرة في عالمهم؟ نشرت إحدى الصحف: أن زوجة وزوجها في بلاد الغرب قد اختارا، أو اضطرا للاختيار بين طفلتيهما المولودة حديثاً، وبين السيارة التي يدفعان أقساطها، لأنهما لا يستطيعان الجمع بين نفقة البنت وأقساط السيارة، فكان لا بد من الاختيار، فاختارا السيارة، وسلما البنت لملجأ من الملاجئ، وذكر الأب أنه ترك ابنته في المستشفى للتبني، وقال: الطفلة قد تجد عند من يتبناها أحسن مما تجد عندنا، وأكدت الأم أن ما حصل هو الصواب، ويقوم عددٌ من الناس في بلاد الغرب، ببيع أطفالهم بآلاف الجنيهات، فأي رابطةٍ هي موجودة؟ وأي عطفٍ وأي رحمة؟ وأي حنانٍ في ذلك المكان؟
 
الاقتتال على المادة:
أيها الإخوة: إن الاقتتال على المادة، وطمع الناس في المادة يؤثر على الأسرة، ولذلك تجد هذا الرجل يريد أخذ راتب زوجته بالقوة ولا يترك شيئاً، وهذا الأب يحرم ابنته من الزواج، لأنها موظفة ويريد استمرارية المصدر والاستيلاء على راتب البنت، وهؤلاء أخوة يتحايلون على أختهم ويستلفون منها الأموال، وهم لا يريدون ردها وقد ذكر صلى الله عليه وسلم أن من الكبائر استدانة الرجل وهو لا يريد الوفاء، وهكذا تكون المادة نهب الطامعين، وهي مدار العمل واتجاه النيات؛ فتفسد النفوس وتأسن ويكون فيها خراب البيوت. اللهم إنّ نسألك أن تطهر بيوتنا، اللهم إنّ نسألك تطهر قلوبنا، اللهم إن نسألك أن تجعلنا ممن يقيمون حدودك في بيوتهم، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والستر، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 
السائقون والخادمات سبب رئيس في الانهيار الأسري:
 الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد؛ الأمين على وحي الله، والمبلغ لرسالة الله، والمجاهد في سبيل الله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، صلى الله عليه ورزقه الشفاعة يوم الدين، اللهم احشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، وارزقنا شفاعته، واجعلنا تحت لوائه، يا أرحم الراحمين! أيها الإخوة: لا شك أن من أكبر أسباب تمزق الأسر وخراب البيوت في هذه الأيام: الآثار السيئة للخادمات والسائقين، الخدم الذين هم بلية من البلايا التي نزلت فأحاطت، وطمت وعمت، واستقرت وانتشرت في بيوت المسلمين، وخصوصاً عندما تكون الخادمة كافرةً، وجزيرة العرب لها خصوصية قد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم جواز إقامة الكفار فيها، فقال: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب). فهؤلاء يجلبون اليوم النصارى والبوذيين وغيرهم من الوثنيين؛ من الخادمات والسائقين ما يحرم عليهم، ويأثم والله الذي لا إله إلا هو! وهو واضع إياهم في بيته يعطيهم المرتبات، ويسلمهم السيارات، وأغلى من ذلك يسلمهم البيت والأولاد. هؤلاء الكافرون والكافرات، الذين يعيشون في البيوت، لا يقيم أصحاب البيوت لهم وزناً، والخطر منهم كبير، والمصيبة بهم عظيمة، لكن أين المعتبرون الذي يعتبرون بما أصاب غيرهم؟! إن الخادمة يمكن أن تهدم بيته، نعم والله يمكن أن تهدم بيته، لأنها تكون في كثيرٍ من الأحيان فتنةً لصاحب البيت وأولاده الشباب، لأنهن يخرجن متزيناتٍ وغير محتشماتٍ ولا متحجبات، وكذلك السائق الأجنبي كم خرب بيوتاً، وكان له أثرٌ سيئ عليها. النساء في البيت دون تربيةٍ ولا مراقبة، وتخرج مع السائق لوحدها بغية أن تتمشى في الشوارع، ورب البيت يتسكع لاهٍ بالتجارة وشلة السهرة، ألم يأتكم أنباء الخادمات اللاتي تسببن أو أقدمن على قتل صاحب البيت أو صاحبة البيت، أو خنق أحد الأطفال؟ هذا كثيرٌ ولا تمضي فترة وإلا ونسمع خبراً من ذلك. هذه خادمةٌ نصرانيةٌ كانت تدخل رجالاً أجانب من أصحابها أثناء غياب الأبوين، وهم يلبسون أقنعةً مخيفة، حتى إذا رأوهم الأطفال خافوا ودخلوا وهي تخوفهم، وتقول: لو تكلمتم سآتي بالوحوش لافتراسكم، وهم أطفالٌ يريدون اللعب، وهي لا تريد أن تتعب في القيام عليهم، فكلما حصل شيء، خوفتهم بالوحوش، كيف تنشأ العقد النفسية، وينشأ الخوف والرعب وشخصية الولد الجبان وهكذا، ثم تقوم الفواحش، وتتحول عددٌ من البيوت الطيبة إلى أوكارٍ للفساد. ألم تكن هذه الخادمات مصدر فتنة للرجل وللشباب في البيت، خصوصاً عندما لا يكون هناك خوفٌ من الله، ولا تربيةٌ ولا احتشام، ومهما أخذوا من الاحتياطات، فلا بد أن يغيب الرجل عن بيته، أو المرأة عن بيتها، فيقع ما يقع.
 
 قصص واقعية لمفاسد الخادمات:
هذه الخادمة تَعلق بيها أحد الأولاد في البيت، فصارت تهين أم الولد وهو ساكت، وتعطيها الحليب الفاسد، والخبز المتعفن وهو ساكت، ماتت أمه، فصارت الخادمة مع السائق في الصباح، ومع هذا الرجل في الليل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان وإليه المشتكى مما أصاب البيوت. هذه خادمةٌ: سحرت الولد، وهنّ يتعلمن السحر في بلادهن التي ينتشر فيها السحرُ والكهانة، ثم يأتين بالسحرِ عياناً بياناً وهذا أمرٌ غير خافٍ، بل هو منتشر معلوم، متواطئٍ على ذكره الكبير والصغير، سحرت هذه، أو سحرت هذا، أو سحرت الأب، أو فرقت بين الأب والأم، وهكذا يفعلن، هذه الخادمة سحرت الولد وأخذت نقوده من الإرث، غرفة الشغالة فيها تلفزيون وفيديو وأشرطة، واشترطت طقم بثلاثة آلاف، والولد لا زال يعطيها هدايا، بأي شيء؟ بهذا السحر الذي أتت به، وهو يرفض تسفيرها، ويقول لأخواته: عندكم خادمة وعندي خادمة، هل أنا ضايقتكم في خادمتكم حتى تضايقوني في خادمتي؟ وقد وصل الأمر بالفواحش لدرجة أن دارت بين خادمتين في بلدهما قبل أن تأتيان، أن أعطت إحداهما للأخرى -تودعها قبل أن تأتيان- صندوقاً من حبوب منع الحمل، قالت: لماذا؟ قالت: ستحتاجينه. وهكذا سمعتنا نحن المسلمين عند الكفار في بلادهم، وكم سمعنا من الحالات التي كانت الخادمة تريد فيها الإسلام مما سمعت عن الإسلام! ولكن لا تسلم مما تلاقي وتعاني من الانحراف في البيوت، فأي إسلامٍ تريد أن ترغب فيه وهي ترى بعينيها هذه الاعتداءات على الخادمات. في المقابل ظلم الخادمات وفسادهن جانب، واعتداء أصحاب الأسر على الخادمات جانبٌ آخر، حتى لقد هربت خادمةٌ فلبينية مسلمة إلى بيت عمال مسلمين من آل الفلبين لتحتمي بهم، مما أصابها في بيت مستخدميها، فهل هذه الحالات المزرية التي وصلنا إليها يمكن السكوت عليها يا أيها المصلحون؟! يا أيها الناس الذين يريدون الخير لمجتمعهم! هل نسكت وهل تسكتون ولا تريدون أن تقوموا لله بالواجب من النصح والتذكير والدعوة إلى الله والعمل والإصلاح؟ أم أن الفساد سيترك لينتشر في البيوت وهي معاقل الأسر المسلمة، واللبنات التي يتكون منها المجتمع المسلم؟
 
تحذير من عاقبة الانهيار الأسري:
 إن هذه الحالات الواقعية التي نشهدها ونسمعها دائماً، والذي يتصل بجيرانه وأقربائه وأصحابه يعرف العجب العجاب من أنواع تمزق الأسر وفشو المخدرات، وأخذ المرتبات ظلماً، وتطليق النساء. هذا افترق عن زوجته بسبب الخمر وحكم الشيخ لها بالثلاثة الأولاد، ولكنه جاء وراقب خروجها مع أولادها، فأتى بسيارته وخطف الأولاد منها، وبقيت هي ورضيعها من غير مصروف، وهكذا من الحالات التي ينتشر فيها الظلم، في المجتمع. في المجتمع الولد الكبير مروج، والصغير مات منتحراً بحقن الهروين، وذلك أفلس من شراء المخدرات، والأب والأم في نزاعٍ دائم، وربما رفعت الأم (الساطور) أو (العصا) أثناء النزاع، والاتهامات متبادلة بين الأب والأم، والنزاع قائم بين الأولاد، والطرد والصراخ متواصل. أيها المسلمون: بيوتكم بيوتكم! وأسركم أسركم! اتقوا الله فيها، واحذروا غضب الله، فإن الله سبحانه وتعالى لا يهمل الظالم، وإذا أخذه لم يفلته، فيأخذه أخذ عزيزٍ مقتدر، ولست مسئولاً عن بيتك فقط.. نعم أيها الإخوة: يوجد عددٌ كبيرٌ من البيوت -والحمد لله- مستقيمة تحكم الشريعة، بيوت نظيفة طيبة، لكن الطيب مختلط بالخبيث، والمجتمع واحد والعمارات متجاورة، والبيوت متلاصقة، والشوارع والمدارس واحدة، أولادي وأولادك فيها، إننا نتعامل مع بعضنا يومياً، والموظفون يختلطون ببعضهم، الناس لا يعيشون في فرقة، وإنما يعيشون مع بعضهم، وإنما الفرقة في القلوب، فلذلك يمكن أن يكتوي الإنسان بنار فتنة جاره، فعليكم إذاً يا أيها المصلحون يا أيها الغيورون أن تقوموا لله بالواجب، وإذا ترك الأمر على ما هو عليه؛ والله الذي لا إله إلا هو! لينتهين كما انتهت إليه بيوت الغرب وأسره، ولذلك فإننا ندعو الله من قلوبنا أن يصلح أحوالنا وأن يتوب علينا. اللهم طهر بيوتنا من المنكرات، اللهم ارزقنا الوقوف عند حدودك، اللهم جنبنا الحرام، اللهم ارزقنا حسن الخلق، وحسن تربية الأولاد، اللهم ارزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا، اللهم إن نسألك أن تجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منا وما بطن، اللهم حرم علينا الفواحش وما ظهر من الآثام وما بطن، واجعلنا من عبادك المتقين الأخيار. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فاذكروه لعله يذكركم سبحانه وتعالى، وتوبوا إليه، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.



تقبلو فائق احترامي...
270657 visitors (736323 hits)
Copyright © anythings.fr.gd 2008-2016 Created by : Mohamed FOREVER Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement