Google


محمد عقيل يرحب بكم - المنهج التجريبي الأجدى

لأجل تكوين العقل الجديد لا بد من منطق جديد يضع أصول الأستكشاف ، فقد كانت الكشوف العلمية وليدة الأتفاق ، وكان المعول على النظر العقلي ، فلم يتقدم العلم . إن العقل أداة تجريد وتصنيف ومساواة ومماثلة إذا ترك يجري على سليقته إنقاذ لأوهام طبيعية فيه ومضى في جدل عقيم يقوم في تمييزات لا طائل تحتها ، ويتعين حصر هذه الأوهام الطبيعية للاحتراز منها ويسميها بيكون (أصنام العقل) وهي أربعة :

النوع الأول : ( اوهام القبيلة) وهي ناشئه من طبيعة الإنسان ، لذا كانت مشتركة بين جميع أفراده ، فنحن ميالون بالطبع إلى تعميم بعض الحالات دون التفات إلى الحالات المعارضة لها ، وإلى تحويل المماثلة إلى تشابة وتواطؤ ، وإلى أن نفرض في الطبيعة من النظام والاطراد أكثر مما هو متحقق فيها ، وإلى أن نتصور فعل الطبيعة على مثال فعل الإنسان فنتوهم لها غايات وعللا غائية .

النوع الثاني : (اوهام الكهف) وهي ناشئة من الطبيعة الفردية لكل منا ، فإن الفردية بمثابة الكهف الأفلاطوني منه ننظر إلى العالم وعلية ينعكس نور الطبيعة فيتخذ لوناً خاصاً . هذه الأوهام صادرة إذن عن الأستعدادات الأصلية وعن التربية والعلاقات الأجتماعية والمطالعات . فمثلاً من الناس من هم أكثر ميلاً الأنتباه إلى مابين الأشياء من تنوع ، بينما آخرون أكثر ميلاً إلى إلى البحث عن وجوه الشبه إلى غير ذلك من الاتجاهات .

النوع الثالث : (اوهام السوق) وهي الناشئة من الألفاظ ، فإن الألفاظ تتكون طبقاً للحاجات العملية والتصورات العامية فتسيطر على تصورنا للأشياء فتوضع ألفاظ لأشياء غير موجودة أو لأشياء غامضة او متناقضة . وهذا اصل كثير من المناقشات تدور كلها على مجرد ألفاظ .

النوع الرابع : (اوهام المسرح) وهي الآتية مما تتخذه النظريات المتوارثة من مقام ونفوذ ، وهنا يحمل بيكون على أرسطو وأفلاطون وغيرهما من الذين يفسرون الأشياء بألفاظ مجردة .

نعرف أن فرنسيس بيكون هو النقطة الفاصلة مابين العصور الوسطى لأوربا وعصر النهضة الجديد الذي شكل اوربا الحديثة عندما أصٌل بيكون المنهج التجريبي وجعلة مقياس للأفكار وما تنتجه على أرض الواقع وقيمة الفكرة تكمن في التجربة ، هذا مانفتقر اليه في الحقيقة كمجتمعات عربية نسعى الى النهوض والتقدم فأصبحنا اسرى لماضي غيرنا ماضي افلاطون وارسطو ومن ثم توفيقية الفلاسفة المسلمين وكرسنا ما قامت به اروبا في عصر النهضة وما دعت الية ،
دعا زكي نجيب محمود في القرن الماضي الى الوضعيه المنطقية (اوجست كنت) والتجريبية العلمية (بيكون) ولكن قوبلت هذه الدعوات بالرفض والاتهام وادماج الدين كطرف نقيض لدعوة زكي نجيب فتلاشت تلك الدعوة وسقطت في غياهب الجب وياللاسف . علماً بأن زكي نجيب وضح دعوة وافكاره وشرح ذلك واسهب في ذلك ولكن لا نعرف لماذا الاصرار على التخلف ؟.

صحراوي غير متواجد حالياً  

270761 visitors (736810 hits)
Copyright © anythings.fr.gd 2008-2016 Created by : Mohamed FOREVER Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement