Google


محمد عقيل يرحب بكم - استشارات التربوية

  

 
 
 
مشكلات الحب في المرحلة الثانوية



عدد من الطلبة بالمرحلة الثانوية يقع في مشكلة حب زميلته في المدرسة وحبها يشغل باله دائما ويجلس كثيرا جدا في حالة سرحان. وكثير منهم يطلب الحل لكي يتخلص من المشكلة فما هو الرد المناسب أو الحل المناسب لمعالجة الوقوع في هذه المشكلة وشكرا لكم وسدد الله خطاكم.

الجواب




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد ..

كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوسٍ ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

لا شك أن الاختلاط أثره شديد ونتاجه مؤثر على النفس والدين. خاصة في عمر المراهقة الذي تكون العاطفة فيه لدى المراهق جياشة وكبيرة. ويكون العلاج ممكنا إذا شاء الله إذا أحس الطالب أو المراهق بآثار المشكلة قبل أن تفسد عليه ما بقي من دينه وديناه ..

ولا نعلم مدى تدين هؤلاء الشباب وقربهم أو بعدهم عن دين الله ولكن يمكننا أن نقدم بعض المقترحات التي نظن أنها تعين الشاب بعد إعانة الله له على تجاوز هذه المرحلة الصعبة منها –ويمكن أخذ ما يناسب منها للبيئة- :

• أولا وقبل كل شيء فعلى المتصدر لاستشارات الشباب أن يكون على خلق حسن في التعامل مع الشباب ومشكلاته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كان يأتيه الشاب ويستأذنه في الزنى فلم يوبخه ولم يعنفه ، بل قابله بالحكمة والكلمة المقنعة والدعاء والحب. فهكذا ينبغي أن يكون المستشار مقنعا محبا حسن الخلق احتسابا للأجر العظيم في توجيه الشباب واحتسابا للأثر الإيجابي الذي يصنعه ذلك التعامل مع الشاب المراهق.

• فليعلم الشاب أنه ما أصيب بمثل هذه المصيبة إلا وكانت الذنوب سبب لأعمال سابقة فتركه الله ووكله إلى نفسه. ولو كان خالصا لله عز وجل لحماه ووقاه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من جعل الهموم هما واحدا هم آخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. فالمطلوب من الشاب بذل الجهد على تدارك ما فاته وأن يقوم بتحصين نفسه بالبعد عن عموم الذنوب والمعاصي والانشغال بالطاعات والقربات لله عز وجل.

• فليعلم الشاب أيضاً أن مثل هذه المشكلات والخطايا لا تصل به إلا لمزيد من الهم و التعب والبعد عن الله عز وجل قال تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم) يقول الشاعر :
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك أتعبتك المناظر
فالعشق والنظر الحرام والخلطة بالجنس الآخر متلف للقلب والنفس ومهلك للقوى والعزائم. فمعرفة أن هذا الأمر يجلب الحسرة والندامة معين على البعد والنفور منه. وكلما زاد في قربه من الطرف الآخر زاد همه.

• ينبغي أن يعلم المراهق بأن إقامة العلاقات مع الطرف الآخر بدون عقد شرعي محرم بإجماع الأمة وقد نفر الله عز وجل منه في قوله (ولا تقربوا الزنى) فالعلاقات غير الشرعية باب إلى الزنى وقد نهى الله عن الزنى وكل الأمور التي تؤدي إليه.

• على الشاب أن يصنع البعد المكاني من بيئة الاختلاط. فالدول التي تكثر فيها بيئات الاختلاط تكثر فيها المشكلات العاطفية بين الطلاب والطالبات. والعاطفة ليست هي بذاتها الخطأ فهي فطرة وضعها الله. ولكن توجيهها في غير وجهتها وعدم حسن التعامل معها هو الذي يسيء توجيهها. فعلى الشاب والشابات البعد عن الأماكن المختلطة وعدم التقارب من الجنس الآخر قدر المستطاع. فالمدارس غير المختلطة أولى من المدارس المختلطة وتجمع الطلاب في جهة غير جهة الطالبات في المدارس المختلطة واتخاذ دروس خصوصية مع نفس الجنس أقرب لصيانة النفس وهكذا.

• ينبغي غض البصر من الشباب والشابات كل عن الطرف الآخر. وما أمرنا الله بأمر إلا فيه الخير والنفع ولو كانت النفس تدفع إلى غيره. قال تعالى: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ويقول (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) فربط الله عز وجل بين غض البصر وحفظ الفرج في آية واحدة. وقد غلَّظ في النظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : (العينان تزنيان وزناهما النظر). وكثير من مشكلات الشباب سببها الرئيس هو التساهل في النظر والاسترسال فيه.

• مع العلم بأن هناك مشكلة في الاختلاط فالمشكلة تكون أكبر عند الخلوة وعندها يكون الشيطان ثالثهما. فإن كان الفرد يمنع من الاختلاط فالمنع أكبر عند الخلوة (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) صحيح الجامع الصغير.

• دعاء الله عز وجل والاستعانة به سبحانه أن يعينه لترك ما هو عليه من خلطة وهم وغم . وقد سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء فقال (يا رسول الله علمني دعاء قال قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي) صحيح أبي داود.

• تحذير الشاب من الاسترسال بالخواطر والأماني. وتستمر هذه الخواطر والأماني حتى تتعاظم في نفس الفرد فتتحول إلى سيل من الدوافع والغرائز التي قد تضر به.

• بذل الجهد في شغل النفس بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم. فالتمتع والتلذذ بقراءة كتاب الله عز وجل واستشعار ومعايشة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم معين على دفع ما سواهما بإذنه تعالى. إن هذه العواطف الجياشة في مقتبل العمر ينبغي أن توجه إلى محبة الله ورسوله وصحابة وعظماء الأمة الأحياء والأموات.

• شغل الشاب المراهق بالنافع والمفيد فالنفس إن لم تشغلها في طاعة شغلتك في معصية. فالانهماك بالإعمال والعلم مشغل عن تذكر العلاقات ومعين على تجنبها. ولا شك أنه بعد فترة يتقلص تأثير المشكلة حتى تختفي إن شاء الله إذا لم يكن هناك من يشب أوارها مرة أخرى من الاختلاط والنظر والخواطر الردئية.

• دمج الشاب المراهق في صحبة صالحة معينة على الخير قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة) صحيح الجامع الصغير.

• ينبغي على الشاب أن يتخذ مستشاراً عاقلاً أميناً على أسراره من الثقات الكبار كالمعلم أو الأب أو الأخ الأكبر أو غيرهم يستعين به في حال استصعاب الأمور. فالشاب يحتاج من يبث إليه شكواه ويعينه بالكلمة الناصحة والتوجيه الأخوي أو الأبوي الحاني ويشد أزره ويحفظ سره وإلا نقل شكواه لأصحابه غير المؤهلين فأساء لهم وأساؤا له من غير علم.

• دوام التوبة والاستغفار والندم علاج إيجابي لما قد يحصل من ذنوب وقد أمرنا الله بالتوبة والاستغفار مهما تكررت الذنوب (علم عبدي أن له ربا يغفر الذنوب اشهدوا أني قد غفرت له) (من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن) صحيح الجامع الصغير.

• تعليم الشاب المراهق أن الذنوب تكبر مع الإصرار والاستهتار. ولا شك أن الاختلاط بالجنس الآخر والنظر إليه وهو لا يحل له ذنب يجب دفعه بالاستغفار والخوف منه. فإن معرفة هذا الأمر يعين الشاب على عدم الرضى بما هو عليه وعدم الاسترسال بما هو فيه. وهو أفضل ولا شك من استحقاره لهذا الذنب أو ذاك حتى يقع فيما هو أكبر منه.

• تعليمه على مراقبة الله عز وجل في كل شي والخوف منه واستشعار نظر الله إليه. فكيف تطيب النفس في شيء يُغضِب الله عز وجل وهو الرقيب عليك في كل حركاتك وسكناتك.

• زرع الاهتمام بالصلاة والخشوع فيها والتذلل إلى الله والتقرب إليه ففيها من الخير والعلاج ما يرقى له شيء .يقول تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). لذا كان على المربي زرع الاهتمام بالصلاة والعبادة الخاصة لضمان علاج كثير من القضايا المستعصية.

• ومن العلاجات المتابعة بالصيام. فالصيام للفرد "وجاء" كما رواه البخاري. فيدعو الصائم خلال صيامه بأن يعينه الله في حياته ويعفه ويبعده عن مثل هذه المشكلات معين بإذن الله عز وجل.

• اعلم أن النجاح مع البذل والمثابرة وأن جهاد النفس موصل إلى بر الأمان إن شاء الله تعالى وقد قال الله عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وعدم اليأس من البذل والمعاناة وقد قال الله عز وجل (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)

• لا شك أن الزواج حل لكثير من مشكلات الشباب ولكن في هذا الزمان قد يصعب الزواج في المرحلة الثانوية في كثير من دول العالم الإسلامي. فمن كان يستطيع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري.

• ختاما فليتأكد الشاب أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. فابذل الأسباب في التقوى في كل حياتك فهو الحل لكثير من مشكلاتنا (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)


ويمكن أن تكون الحلول عند الشكوى على مراحل :

1- أولا صناعة العلاقة الاستشارية الدائمة مع الشاب حتى لا يبتعد وتنفرط الأمور.

2- التوعية العامة بخطورة المشكلة وآثارها وربطه بالصحبة الصالحة المعينة على الخير وبالمسجد ومتابعة هذه المرحلة.

3- إشغاله بالأعمال الخيرية والطيبة وإعانته وتشجيعه على ذلك .. وبذل الجهد في رفع المستوى الإيماني.

4- صناعة الحواجز في العلاقة بالجنس الآخر وتوضيح خطر الاستمرار على ذلك وآثارها الدنيوية والأخروية.

5- دعمه عبر الصحبة الصالحة والأعمال الخيرية والدعوية حتى ينشغل عن هذه المشكلة إلى أن يصلب عوده ويكبر ويبحث عن الطريق الصحيح بالزواج.

6- على المشرفين على المدارس والآباء المطالبة بمدارس خاصة للأولاد ومدارس خاصة للبنات فأفضل المدارس على مستوى الدول المتقدمة مثل انجلترا وفرنسا هي المدارس الدينية غير المختلطة .. وكثيرا ما حاول صناع القرار في أمريكا وإلى فترة قريبة جدا الفصل بين الجنسين في المدارس. فالمطالبة بالفصل بين الجنسين مهم جدا تربويا وتحصيليا. وعلى صناع القرار في الوزارات والحكومات أن يتقوا الله في الشباب وأن يبعدوا أسباب الهم والحزن عن قلوبهم العاطفية. وأن يحصنوهم ليكونوا نعم المستقبل للبلاد بإذن الله.

 
 
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-= 
 
 
وسائل التغلب على العادة السرية




السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عدد من الطلبة فى المرحلة الثانوية يطلب منا وسائل التغلب على العادة السرية فما هو الرد المناسب؟

الإجابة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد ..

وضع الله سبحانه وتعالى بعض الغرائز لكي تكون سبباً للخير كغريزة حب الشهوات من النساء وذلك لبقاء النسل وتربية النشء على خير الوالدين .ولكن الله سبحانه في الوقت نفسه وضع لها سبلا صحيحة كالزواج .. وحرم طرقاً أخرى كالزنى بل نهى عما يقرب إلى الزنى في قوله تعالى ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) ..

وقد نهى الله سبحانه عن قرب الفرج إلا بما أحله الله من الزوجات والإماء لقوله تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) ويدخل فيه العادة السرية وما هو أشد منها كالزنى واللواط.
والناظر في الجانب الطبي للعادة السرية يجد أن لها أضراراً لعلها تدخل في النهي الوارد في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله تعالى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) ..

وعلى هذا كان من المناسب التنبيه على عدد من الأمور التي تعين الشاب على البعد عن هذه العادة السيئة:

1- الاهتمام بالصلوات والمحافظة عليها في أوقاتها بخشوعها وأركانها ووضوئها وحسن نيتها .. حتى يتقبلها الله تعالى .. قال تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فستعينك بإذن الله ولا شك.

2- عليك بالأذكار ومنها الاهتمام بأذكار الصباح والمساء وقراءة آية الكرسي بتدبر والمعوذات .. وما أن تجد في نفسك ضعفاً وانفتاحاً لوساوس الشيطان فعليك بآية الكرسي والأذكار المحصنة للفرد والطاردة للشيطان ووسوسته .. وليكن لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل بكامل التدبر والتذلل له سبحانه وداوم على الاستعاذة . وهل يستطيع الشيطان الوصول إلى قلب حماه الله.

3- القرب من الصحبة الصالحة التي تذكرك بالله عز وجل وتعينك على الطاعات والبعد عن الصحبة السيئة .. فالصحبة الصالحة تعين الفرد على شيطانه والشيطان مع الواحد ومع الاثنين أبعد .. قال تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهة ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا).
واحذر كل الحذر من الصحبة السيئة فإنهم دعاة للشهوات علموا ذلك أم لم يعلموا (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما).

4- غض البصر عن المحرمات والصور .. وإياك ثم إياك ثم إياك من خائنة الأعين وهي اللمحة يلمحها الشاب للحظة قد تصيبه في مقتل وتذكر قوله تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) .. فاحذر كذلك من النظر حتى ولو كانت عجوزاً أو كانت صبية صغيرة أو أمرداً وكف بصرك حتى عن المتحجبة .
وقد يوسوس لك الشيطان : هل هذا رجل أم امرأة ؟ هل هذه متحجبة أم متكشفة ؟ ويستدرج الشاب للنظر (ورب جرح وقع في مقتل)كما قال السلف الصالح رحمهم الله.

5- الدعاء سلاح فعال في حفظ المرء (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) .. (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ). فادعُ الله أن يحفظك وأن يوفقك لخيري الدنيا والآخرة مع قمة التذلل والانكسار لله عز وجل.

6- عليك بالإخلاص .. فالإخلاص لله قوة وأي قوة وأصحابها هم المنتصرون دائما في معاركهم أمام الشيطان (العدو المتربص) .. قال تعالى عن إبليس : (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) وقال الله عز وجل عن يوسف عليه الصلاة والسلام (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) . وأولى ساحات القتال مع العدو المتربص هي ساحة النيات والإخلاص ..

7- المجاهدة والصبر وعدم اليأس في حالات الضغط. قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وقال (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح أبي داود : (ومن يستعفف يعفه الله).ولنا في نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة فهو مع وجود جميع الإغراءات فإنه قاوم الشهوات وصبر ونجح وكان حُجَةً على من بعده .. فمعرفة أن أعلى دواعي الشهوات يمكن أن تقاوم يعطي الأمل والدافع لمقاومة ما هو أقل منها. ومتى ما يئس الشاب من المقاومة اجتاحه جند الشيطان ووساوسه حتى تقضي عليه. واحتسب أخي الفاضل الأجر العظيم بالصبر وقد قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

8- مدافعة الخواطر الدنيئة والتي هي سبيل إشعال الشهوات في النفس. قال ابن القيم (دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة .فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة فإن لم تدافعها صارت فعلا فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها( وقال تعالى : (ولا تقربوا الزنى) وكل ما يقربك من الزنى من خواطر وغيره فاحذره ولا تقربه.

9- اصنع العادات الطيبة .. كالقراءة وكتابة الشعر وغيرها مما يأخذ حيزا من الطاقات الطيبة وينتفع الإنسان بها أكبر انتفاع.

10- اشغل نفسك بأعمال الخير البدنية والفكرية ولو كانت صغيرة واحذر الفراغ. ولا تحقر من أعمال المعروف شيئاً فقد يأتي بمعروف أكبر وأكبر .. وانشغل بالأعمال النافعة كالجري والمشي والرياضة المفيدة والنشاطات الإيجابية أو أي عمل تستنفذ فيه الطاقات المكنونة. في أعمال الخير فلا تبقى طاقة إلا وهي متحركة في الخير .. وإذا لم تشغل نفسك في طاعة شغلتك في معصية . ولا تبق دقيقة من عمرك معطلة. واعلم أن وقتك إما لك أو عليك . فإما أن تشغله في طاعة أو يشغلك في معصية . فاستغل وقتك أيما استغلال ولا تبق فارغاً.

11- ابتعد عن الإكثار من الطعام وعليك بالصيام وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع منكم فعليه بالصوم فإنه له وجاء) صحيح أبي داود. وقد ذُكِر أن بعض الأطعمة تحفز شهوات النفس وتثيرها فابتعد عن كل ما يثير شهوات نفسك.

12- عليك بالعلم .. فالعلم طريقك إلى الجنة ومنه تتعلم خطورة الشهوات وكيفية تحصين النفس منها . ويريك مداخل النفس الأمارة بالسوء ومساربها وخطط الشيطان وما يستخدمه من نقاط الضعف عندك قال تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام: (ولقد همَّت به وهمَّ بها لولا أن رأى برهان ربه) قال المفسرون: أن (برهان ربه) هو العلم .

13- الشعور بمعية الله تعالى ومراقبته يحمي المؤمن من الزلل .. فإذا كان هناك يقين بمعية الله ومراقبته فإن المؤمن يستحيي أن يراه الله في معصية وتقصير .. ولذا كان المؤمن يستحيي من ذنوبه إذا قرأ هذه الآية (ألم يعلم بأن الله يرى).

وصدق الشاعر إذ يقول :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ســـاعة ** ولا أن ما يخفى عليه يغيب

14- عليك بالعلو الإيماني وبذل الجهد في زيادة الإيمان في قلبك فإن الإيمان يخلق كما يخلق الثوب . وهو خير معين بعد الله على تحصين النفس من وساوس الشيطان والهوى. ومن طلب الإيمان فعليه بالقرآن وحضور جلسات الذكر وصلاة الليل وذكر الله بالغدو والآصال .. مع الحذر من المعاصي أو التوسع في المباحات.

15- ليكن وقت نومك موحداً يومياً ، تصلي الوتر وقبل أن تنام تذكر أوراد النوم.. واستمر في ذكر الله تعالى إلى أن تستسلم للنوم .. والحكمة من توحيد وقت النوم أن هذا يعين البدن على التعود على سرعة حضور النوم وقلة التقلب على السرير غير منشغل بطاعة ..

16- اليقين بأن النفس تزكو بالنصر في الابتلاءات فكل بلاء ينجح فيه العبد يزيده الله رفعة وزكاة فبالصبر على الفتن يصل الإنسان لأعلى درجات الكمال كما قال تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)

17- العلم بأن الصبر عن المعصية فيه من اللذات والسعادة والقوة والأنس بالله مالا يوجد في المعصية .. ففيه سعادة بنصرة الله وقربه سبحانه وسعادة بالعزة وسعادة بالأجر والمثوبة وسعادة بِذُلِّ الشيطان .. وسعادة عند لقاء الله سبحانه.

18- اليقين بأن ترك الحبل على الغارب للشهوات لا تزيد الشاب إلا نارا وضيقا. فهو ضائق بالذنوب التي أثقلت كاهله .. وضائق من لذة نظرة انقطعت وفاتته أو بمعصية لم يبق من آثارها إلا الحسرة والندامة وما أحسن ما قال الشاعر :

يمد ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحبا بسرور جاء بالضرر

ولا يحسبن الشاب الصالح أن الدخول في الشهوات ولو للحظة عابرة إنما هي لذة وسعادة يسهل العودة منها بل العكس صحيح. فإن اللذة العابرة تتبعها نارا في القلب وبعدا عن الله تعالى وضيقا في النفس وثقلا في العبادة ووحشة من الأعمال الصالحة ومن الصالحين .. وعندها يقول الفرد لا مرحبا بسرور عاد بالضرر ..

19- تذكر هذه القاعدة العظيمة قال صلى الله عليه وسلم : (من ترك شيئا لله ، عوضه الله خيرا منه) صححه الألباني رحمه الله.

20- تذكر أن حياة السعادة بعمل الصالحات والبعد عن المعاصي. والفرق في كتاب الله بين حياة السعداء والعصاة واضح .. يقول الله تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) ويقول سبحانه (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) ويقول تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).


وأما عند الوقوع في هذه العادة السيئة:

21- احذر عند الوقوع في مثل هذه الذنوب أن يؤثر عليك الشيطان في ترك العمل لله أوالبذل له أو ترك الصحبة الصالحة ويوهمك بأنك غير مؤهل لهذه الأعمال أو أنك عاص أو غيرها .. بل على العكس فلتكن الذنوب سبباً في مزيد من التذلل لله عز وجل والاستغفار وعدم الاستسلام للشيطان.

22- عليك بمسح ذنوبك بالأعمال الصالحة . فكلما أحسست بتقصيرك في ذات الله عز وجل فعليك بالأعمال الصالحة والدعوة إلى الله وبذل الخير حتى تمسح هذه الذنوب. وعاقب نفسك بعمل الأعمال الصالحة كالصدقة أو الصيام أو توزيع شريط أو شراء بعض الكتب والكتيبات وتوزيعها. قال تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=- 

270759 visitors (736801 hits)
Copyright © anythings.fr.gd 2008-2016 Created by : Mohamed FOREVER Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement